مقدمة مختصرة
ترجمة د.عبد الصبور شاهين
هذه الدراسة تشمل المفاهيم النظرية التي ترجع إليها العناصر التاريخية الخاصة بميلاد مجتمع، وقد بدا لنا من الضرورى أن نفسر أولآ هذه الظاهرة بوجه عام قبل أن نعرضها بالنسبة للمجتمع الإسلامي بوجه خاص.
وهذا يسمح لنا أن نُحدد في هذه الدراسة شأن ما يحدث في مدخل أية دراسة المصطلحات المستخدمة، وبخاصة مفهوم لفظة مجتمع ذاتها ونعتقد أننا بهذا قد استجبنا لرغبة القارئ العربى والمسلم، في الوقت الذي يحاول فيه أن يدخل إلى مسرح التاريخ بعد أن تخطى أزمة تاريخة الكبرى، الأزمة التي نعرفها والتى تتجلى في سباته المتطاول خلال القرون الأخيرة، فهو يحاول أن يؤدی نشاطة المشترك من جديد كما سبق أن فعل يوم أن كان ممسكا بمشعل الحضارة.
إننا نريد أن نعطي القارئ العربى والمسلم فرصة التأمل في هذه المرحلة من تاريخ المجتمع حين يولد أو حين ينهض، وذلك بأن نريه أن النهضة الحقة تقع في نطاق ظاهرة اجتماعية عبر عنها النبي في حديثه المشهور:
«لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».