مقدمة مختصرة
إن هذا الكتاب صيحة من أجل أن تضافر الجهودُ لتحقيق قفزة للعربية فوق الحواجز والعقبات.. من أجل أن تصبح لغة العلوم المعاصرة، فتتلاشى أمامها المسافات.. من أجل أن تكون لغة التدريس في الجامعات الفروع العلم و التقنيات.. من أجل أن تخفت أو تختنق أصوات منكرة مازالت تحارب لغتها القومية، وتدافع عن اعتناق اللغة الأجنبية !
وليس معنی رجوعنا إلى العربية أن نجهل غيرها، فمازالت معرفة اللغات المختلفة هي السبيل الوحيدة إلى استيعاب العلم، واستكناه أسراره، ولا حرج على من يعشق لغته القومية أن يتعلم إلى جوارها عدة لغات ليفيد لغته، ويزودها بكل مستحدث جديد.
وكان من الضروري وضع أسس لعلم جديد.. هو (علم المصطلح العربي)، حتی یکون تناول قضايا المصطلح في ضوء تعقيد واضح لمنطلقاته الصياغية والدلالية، وتحديد دقيق لمناهجه في القديم والحديث.. وقد نهض هذا الكتاب بحمد الله بهذه المهمة الجليلة لأول مرة في تاريخ الدراسات العربية لعلم اللغة.. وأحسب أنه أضاف بُعدا جديدا للدراسات اللغوية المعاصرة، سوف يكون له أثره في إثراء البحوث القادمة في مجال المصطلح العلمي.. فلم يعد المصطلح طلسما يحوم حوله الدارسون، ولا يقربونه.. بل أصبح تجربة حية يمارسها كل مشتغل بالعلوم، مسهماً في تقدم المجتمع العربي والإسلامي.. أستغفر الله.. بل المجتمع العربي الإسلامي، بلا فاصل من واو العطف.. فمن العسير علينا أن نفصل بين العروبة والإسلام، بعد أن أنزل الله إلى الأرض (قرآنا عربياً) فكانت العربية وعاء القرآن، دستور الإسلام الخالد على مر الزمان.