مقدمة مختصرة

وعلى الرغم من شهرة أبي عمرو وعمق أثره في دنيا اللغة والنحو والقراءة، فإن أحدا لم يهتم بدراسة تاريخه، أو بتحليل سيرته، وأكثر ما كتب عنه بضع صفحات في كتب الطبقات، تحتوي طرفا من نوادره فحسب، دون أن تعرض لمذهبه في النحو أو في اللغة بدرس أو بيان، مع أن معاجم اللغة على كثرتها وتباينها لا يخلو كثير من موادها من ذكر رواية عن أبي عمرو، أو وجه انفرد به دون غيره، حتى لكأن اللغة كانت تتدفق من لدنه تتدفقا، ومع أنه أبو المدرسة البصرية في النحو واللغة، تتلمذ على آرائه أقطابها جميعا مباشرة أو بواسطة تلاميذه، و "قراءة أبي عمرو بن علاء"، هي ثالثة القراءات السبعة – ابن مجاهد ، وهي القراءات التي أجمع الأئمة من هذه الأمة على تلقيها بالقبول، من حيث كانت متواترة عن النبى صلى الله عليه وسلم