مقدمة مختصرة

... والوسطية هنا صفة للأمة لا للفرد، ونحسب أن المعنى المقصود أقرب ما يكون إلى الطابع السياسى لوجود الأمة الإسلامية في العالم، فوسطيتها هي وسيطة القمة بين قواعد الجبل، أو هي وسطية الملك أو الحاكم بين أطراف الواقع المحتكم إليه.. إنها تعني أن الأمة الوسط هي الأمة ذات الحضور والموقع المتميز .. المهيمن على سائر الأمم، ولذلك ربطت الأية الوسطية بالشهادة على الناس... أي: على سائر الأمم أو الأقوام، وما ينبغي لمن يتصدى للشهادة، أو يتهيأ لأدائها إلا أن يكون له (حضور) في العالم.. (حضور) في الناس ليشهد بين يدي الله عليهم بالحق، وإلا كان شاهد زور.