مقدمة مختصرة

كان الفتح الإسلامي لمصر بداية التحرك الحضارة الإسلامية خارج قارة آسيا، إذا كانت الدعوة في الجزيرة العربية التي قادتها إلي ما حولها من البلاد كالشام في الشمال، والعراق وفارس في الشرق، واليمن في الجنوب، ودخلت مصر في الإسلام بما تمثله من وزن حضاري وديني ممتد في أعماق التاريخ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لإإن مصر كانت ولاقي زالت البوابة الكبيرى لإفريقية، وكان دخول مصر في الإسلام مقدمة لخدخول إفريقية في الإسلام بدأ بالزحف نحو شمال إفريقية وبلاد كثيرة في غربها ووسطها. ونظراً إلى أهمية هذا الفتح الإسلامي لمصر وخطورته، فقد ركز أعداء الإسلام نقدهم بل وتهجمهم على هذا الفتح زاعمين أنه كان هجمة شرسة لفرض العدة بالسيف، وهى دعوى قديمة لا تزال أجيال المستشرقين وأشباههم ترددها.

وهذا الكتاب هو الإجابة العلمية والموضوعية على هذه الإدعاءات، وهو كما سيرى القارئ يمثل ( بانوراما) الفتح الإسلامي بكل وقائعه وأحداثه وأمجاده، حتى يرى الناس صحابه محمد صلى الله عليه وسلم وهم يحملون عقيدتهم في قلوبهم، ويفيضونها على أرض مصر، علماً وخلقاً وتعاملاً مثالياً ودعوة إلى الله بالأسوة الحسنة والقدوة الطيبة، والحب الذى غمر علاقات المصريين بالعقيدة ودعاتها، فلم يلبثوا أن دخلو في دين الله أفواجاً، واعتز الإسلام بهم، كما بشر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهم كانوا ومازالوا فى رباط من أجل الإسلام إلي يوم القيامة.